الجهاد وبذل المال والدعاء.. واجبنا تجاه مسرى الرسول
يوم بعد يوم تتعالى أصوات رجال الدين منادين بالدفاع عن المسجد الأقصى والتى كان أخرها تحذير الشيخ محمد حسين المفتى العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك ،من خطورة الحفريات التى تقوم بها سلطات الاحتلال ومستوطنون أسفل المسجد الأقصى المبارك وأسفل البلدة القديمة بالقدس .
ودعا خطيب المسجد الأقصى جميع الجهات والمنظمات والمؤسسات الدولية والمحلية للعمل على وقف هذه الحفريات التى تمنعها الأعراف والقوانين الدولية. هذا هو تحذير مفتى القدس والذى صدر كبقية التحذيرات التى سبقته وقرأناه ولا شىء جديد ، الامر الذى يثير تساؤل هام إلى متى يبقى الوضع كما هو عليه ؟ أليس من حق الأقصى علينا كمسلمين أن ننهض للدفاع عنه بكل ما نملك من إمكانيات ، للدفاع عن مقدساتنا التى تنتهك دون رد إيجابي ورادع على هذا الاحتلال؟
فرغم كل ما يشهده الأقصى فإننا لا نسمع سوى عبارات الشجب والاستنكار وهي عبارات انتهت صلاحيتها منذ زمن بعيد ، وفى السطور التالية نتساءل هل هذا كل ما علينا القيام به بحسب شجب ورفض ما يحدث ويجيبنا عن هذا السؤال علماء الدين الأجلاء.
فى البداية يقول الدكتور أحمد عبد الرحيم السايح الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر : يلزم الأمة المسلمة في شتى بقاع الأرض نحو المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أمور أولها الجهاد لتخليصه ودفع الأذى عنه وهذا أمر مجمع عليه عند فقهاء الإسلام، فإذا احتل شبر من بلاد المسلمين أصبح الجهاد فرض عين على كل مسلم،فلا شىء اهم من تحرير الأقصى الأسير .
كما يجب علينا بذل المال والذى يعتبر جهاد مال وذلك على كل مسلم نحو فلسطين والتى منها المسجد الأقصى المبارك، وهذا المال يحتاج إليه لترميم ما ضعف منه وصيانة ما أصابه الخلل من بنيانه والنفقة على حراسه المرابطين فيه العاملين في سبيل الله لأجله ، وكذلك بذل الوقت من خلال الرباط فيه ممن قرب محله منه بلاشك ، ويمكنه أن يرابط فيه، وبذل الدعاء له وذلك بتوجيه دعوات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لحفظ الأقصى، ودفع الأذى عنه والدعاء سلاح المؤمن .
فما نتفق إليه هو ان الدفاع عن الأقصى واجب الأمة جمعاء بجميع طبقاتها وأطيافها وليس ذلك إلا لأن الله عز وجل سلمنا هذه الأمانة الكبرى كأمة منذ أن وطئت قدم المصطفى صلى الله عليه وسلم أرض المسجد الأقصى المبارك ليستلم الراية من جميع الأنبياء ويصلي بهم إماماً عليهم الصلاة والسلام أجمعون.
ويكفينا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لنتأكد من واجبنا تجاه البيت المقدس ، تلك البشرى التي قال فيها رسول الله : (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا ما أصابهم من اللأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك) قالوا: (وأين هم يا رسول الله؟) قال: (ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس) ، فهذا تبياناً من النبي للأمة أن هؤلاء القوم الذين يعيشون في أكناف المسجد الأقصى المبارك هم على الحق ظاهرون إلى يوم القيامة.
ويقول الدكتور طه الدسوقى حبيشى أستاذ ورئيس قسم العقيدة والفلسفة جامعة الأزهر : هناك من يقول أن من واجبنا ان نهب للدفاع عن المسجد الأقصى بصدورنا ومن يقول إن واجبهم أن يسيروا المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية أو يثوروا على حكامهم .
ومن يقول أن الحل في انتفاضة ثالثة تسفك فيها الدماء وتهدم البيوت، ويشرد الألوف وكله نصرة للأقصى ،كل هذه الأقاويل محض عواطف هياجة بعيدة عن الحكمة والتعقل ولا يؤيدها الشرع بحال من الأحوال، فرغم كل هذا لم يضع أحداً من هؤلاء يده على الجرح الحقيقي، ولم يشر إلى السبب الرئيسي وراء هذا التسلط وتلك الانتهاكات لا على الأقصى والقدس فقط وإنما على المسلمين عموماً في مشارق الأرض ومغاربها.
بعد المسلم عن دينه هو سبب الاستضعاف الذي يعاني منه المسلمون وتسلط عدوهم عليهم ، وهو ما نسميه سوء العذاب ، فخشيتنا من عدونا أشد من خشيتنا لله، يوضح هذا الحديث الصحيح الذي أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الألباني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال صلى الله عليه وسلم: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم".
ومن هنا نتأكد أن واجب المسلمين تجاه الأقصى هو أن يرجعوا إلى دينهم فهم إن فعلوا ذلك تفضل الله عليهم بالنصر والتمكين وحرر المقدسات وحفظ الخيرات.
أما أن يبقى المسلمون على ما هم عليه من ابتعاد عن دينهم ووقوع فيما حرم الله من المعاصي والفواحش، كالربا والزنا والقتل والسرقة والغش والرشوة وترك للصلاة والزكاة، وغير ذلك فلن ينفعهم بكاؤهم على مقدساتهم السليبة وسيبقى حالهم الذل والفقر والضعف، فإن لله سننا لا تتبدل، منها:"إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ" ، ومنها أيضاً : "ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ".
الأمن والرزق من نعم الله التى يعاقب بها عباده برفعهما عنهم ، عن الذين لا يقومون بحقه وعبادته وشكره، ويستبدلهما بعقوبات الجوع والخوف يقول تعالى: "وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ" ، فواجبنا نحو الأقصى هو أن نرجع إلى ديننا.
ياعباد الله لقد ظل الأقصى أسيراً في أيدي الصليبيين إحدى وتسعين سنة، فى زمن الدولة الفاطمية حيث فشى الشرك في الأمة من دعاء واستغاثة وتضرع وذبح ونذر لغير الله، فسقط الأقصى، وعندما عاد المسلمون إلى دينهم حرروا الأقصى، فالداء الحديث هو الداء نفسه القديم، والعلاج هو العلاج.
ويقول الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف: يقوم اليهود بحفر أنفاق أسفل المسجد الأقصى ، وقد تؤدى هذه الحفريات لهدم المسجد ، فمن الممكن مثلا وضع قنبلة في أحد تلك الأنفاق ثم تفجيرها عن بعد.
ورغم ذلك، أظن أن اليهود لن يقدموا على ذلك في الوقت الراهن لما يمكن أن يسببه ذلك من ثورة في منطقتنا العربية والإسلامية، فهم يتعاملون مع قضية المسجد الأقصى بخبث ودهاء، فلا مشكلة لديهم من إبقاء المسجد الأقصى على حاله في الوقت الراهن لأنهم يعملون ليل نهار على إنهاء الوجود العربي والإسلامي في القدس المحتلة، ولديهم مخططات عديدة لتحقيق هذه الغاية والتى بدأت بالفعل في تنفيذها، فعمليات التهويد وطمس الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس المحتلة تسير على قدم وساق بل هي على أشدها، وكذلك الحال بالنسبة لطرد العرب والمسلمين من القدس المحتلة.
ولذلك فعلى المسلمين ان يهتموا بحماية الوجود العربي والإسلامي في القدس المحتلة، فما قيمة عدم مساس اليهود والصهاينة بالمسجد الأقصى إذا تم تفريغ مدينة القدس كلها من حوله من سكانها العرب والمسلمين الفلسطينيين وأصبح مهجوراً؟ فالمسلمون في الداخل الفلسطيني المحتل منذ 1948 وفي الضفة المحتلة وغزة لن يتمكنوا من الوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه، بل إن اليهود والصهاينة يفرغون المسجد الأقصى من قيمته إذا طردوا المسلمين من حوله.
فلذلك ارى ان هذا يوجب علينا البحث عن سبل سياسية وقانونية نواجه بها عمليات التهويد والاستيطان في القدس المحتلة، ونحمى الوجود العربي والإسلامي هناك، ونسعى لوقف مخطط إقامة مدينة القدس الكبرى حول مدينة القدس المحتلة، والتي يتوقع أن تمتد إلى الحدود الفلسطينية الأردنية شرقا، وإلى رام الله شمالا وإلى بيت لحم جنوبا وإلى الداخل الفلسطيني المحتل غرباً.
وفى النهايه لا يملك المسلم الا الدعاء تجاه المسجد الاقصى
يوم بعد يوم تتعالى أصوات رجال الدين منادين بالدفاع عن المسجد الأقصى والتى كان أخرها تحذير الشيخ محمد حسين المفتى العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك ،من خطورة الحفريات التى تقوم بها سلطات الاحتلال ومستوطنون أسفل المسجد الأقصى المبارك وأسفل البلدة القديمة بالقدس .
ودعا خطيب المسجد الأقصى جميع الجهات والمنظمات والمؤسسات الدولية والمحلية للعمل على وقف هذه الحفريات التى تمنعها الأعراف والقوانين الدولية. هذا هو تحذير مفتى القدس والذى صدر كبقية التحذيرات التى سبقته وقرأناه ولا شىء جديد ، الامر الذى يثير تساؤل هام إلى متى يبقى الوضع كما هو عليه ؟ أليس من حق الأقصى علينا كمسلمين أن ننهض للدفاع عنه بكل ما نملك من إمكانيات ، للدفاع عن مقدساتنا التى تنتهك دون رد إيجابي ورادع على هذا الاحتلال؟
فرغم كل ما يشهده الأقصى فإننا لا نسمع سوى عبارات الشجب والاستنكار وهي عبارات انتهت صلاحيتها منذ زمن بعيد ، وفى السطور التالية نتساءل هل هذا كل ما علينا القيام به بحسب شجب ورفض ما يحدث ويجيبنا عن هذا السؤال علماء الدين الأجلاء.
فى البداية يقول الدكتور أحمد عبد الرحيم السايح الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر : يلزم الأمة المسلمة في شتى بقاع الأرض نحو المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أمور أولها الجهاد لتخليصه ودفع الأذى عنه وهذا أمر مجمع عليه عند فقهاء الإسلام، فإذا احتل شبر من بلاد المسلمين أصبح الجهاد فرض عين على كل مسلم،فلا شىء اهم من تحرير الأقصى الأسير .
كما يجب علينا بذل المال والذى يعتبر جهاد مال وذلك على كل مسلم نحو فلسطين والتى منها المسجد الأقصى المبارك، وهذا المال يحتاج إليه لترميم ما ضعف منه وصيانة ما أصابه الخلل من بنيانه والنفقة على حراسه المرابطين فيه العاملين في سبيل الله لأجله ، وكذلك بذل الوقت من خلال الرباط فيه ممن قرب محله منه بلاشك ، ويمكنه أن يرابط فيه، وبذل الدعاء له وذلك بتوجيه دعوات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لحفظ الأقصى، ودفع الأذى عنه والدعاء سلاح المؤمن .
فما نتفق إليه هو ان الدفاع عن الأقصى واجب الأمة جمعاء بجميع طبقاتها وأطيافها وليس ذلك إلا لأن الله عز وجل سلمنا هذه الأمانة الكبرى كأمة منذ أن وطئت قدم المصطفى صلى الله عليه وسلم أرض المسجد الأقصى المبارك ليستلم الراية من جميع الأنبياء ويصلي بهم إماماً عليهم الصلاة والسلام أجمعون.
ويكفينا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لنتأكد من واجبنا تجاه البيت المقدس ، تلك البشرى التي قال فيها رسول الله : (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا ما أصابهم من اللأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك) قالوا: (وأين هم يا رسول الله؟) قال: (ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس) ، فهذا تبياناً من النبي للأمة أن هؤلاء القوم الذين يعيشون في أكناف المسجد الأقصى المبارك هم على الحق ظاهرون إلى يوم القيامة.
ويقول الدكتور طه الدسوقى حبيشى أستاذ ورئيس قسم العقيدة والفلسفة جامعة الأزهر : هناك من يقول أن من واجبنا ان نهب للدفاع عن المسجد الأقصى بصدورنا ومن يقول إن واجبهم أن يسيروا المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية أو يثوروا على حكامهم .
ومن يقول أن الحل في انتفاضة ثالثة تسفك فيها الدماء وتهدم البيوت، ويشرد الألوف وكله نصرة للأقصى ،كل هذه الأقاويل محض عواطف هياجة بعيدة عن الحكمة والتعقل ولا يؤيدها الشرع بحال من الأحوال، فرغم كل هذا لم يضع أحداً من هؤلاء يده على الجرح الحقيقي، ولم يشر إلى السبب الرئيسي وراء هذا التسلط وتلك الانتهاكات لا على الأقصى والقدس فقط وإنما على المسلمين عموماً في مشارق الأرض ومغاربها.
بعد المسلم عن دينه هو سبب الاستضعاف الذي يعاني منه المسلمون وتسلط عدوهم عليهم ، وهو ما نسميه سوء العذاب ، فخشيتنا من عدونا أشد من خشيتنا لله، يوضح هذا الحديث الصحيح الذي أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الألباني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال صلى الله عليه وسلم: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم".
ومن هنا نتأكد أن واجب المسلمين تجاه الأقصى هو أن يرجعوا إلى دينهم فهم إن فعلوا ذلك تفضل الله عليهم بالنصر والتمكين وحرر المقدسات وحفظ الخيرات.
أما أن يبقى المسلمون على ما هم عليه من ابتعاد عن دينهم ووقوع فيما حرم الله من المعاصي والفواحش، كالربا والزنا والقتل والسرقة والغش والرشوة وترك للصلاة والزكاة، وغير ذلك فلن ينفعهم بكاؤهم على مقدساتهم السليبة وسيبقى حالهم الذل والفقر والضعف، فإن لله سننا لا تتبدل، منها:"إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ" ، ومنها أيضاً : "ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ".
الأمن والرزق من نعم الله التى يعاقب بها عباده برفعهما عنهم ، عن الذين لا يقومون بحقه وعبادته وشكره، ويستبدلهما بعقوبات الجوع والخوف يقول تعالى: "وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ" ، فواجبنا نحو الأقصى هو أن نرجع إلى ديننا.
ياعباد الله لقد ظل الأقصى أسيراً في أيدي الصليبيين إحدى وتسعين سنة، فى زمن الدولة الفاطمية حيث فشى الشرك في الأمة من دعاء واستغاثة وتضرع وذبح ونذر لغير الله، فسقط الأقصى، وعندما عاد المسلمون إلى دينهم حرروا الأقصى، فالداء الحديث هو الداء نفسه القديم، والعلاج هو العلاج.
ويقول الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف: يقوم اليهود بحفر أنفاق أسفل المسجد الأقصى ، وقد تؤدى هذه الحفريات لهدم المسجد ، فمن الممكن مثلا وضع قنبلة في أحد تلك الأنفاق ثم تفجيرها عن بعد.
ورغم ذلك، أظن أن اليهود لن يقدموا على ذلك في الوقت الراهن لما يمكن أن يسببه ذلك من ثورة في منطقتنا العربية والإسلامية، فهم يتعاملون مع قضية المسجد الأقصى بخبث ودهاء، فلا مشكلة لديهم من إبقاء المسجد الأقصى على حاله في الوقت الراهن لأنهم يعملون ليل نهار على إنهاء الوجود العربي والإسلامي في القدس المحتلة، ولديهم مخططات عديدة لتحقيق هذه الغاية والتى بدأت بالفعل في تنفيذها، فعمليات التهويد وطمس الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس المحتلة تسير على قدم وساق بل هي على أشدها، وكذلك الحال بالنسبة لطرد العرب والمسلمين من القدس المحتلة.
ولذلك فعلى المسلمين ان يهتموا بحماية الوجود العربي والإسلامي في القدس المحتلة، فما قيمة عدم مساس اليهود والصهاينة بالمسجد الأقصى إذا تم تفريغ مدينة القدس كلها من حوله من سكانها العرب والمسلمين الفلسطينيين وأصبح مهجوراً؟ فالمسلمون في الداخل الفلسطيني المحتل منذ 1948 وفي الضفة المحتلة وغزة لن يتمكنوا من الوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه، بل إن اليهود والصهاينة يفرغون المسجد الأقصى من قيمته إذا طردوا المسلمين من حوله.
فلذلك ارى ان هذا يوجب علينا البحث عن سبل سياسية وقانونية نواجه بها عمليات التهويد والاستيطان في القدس المحتلة، ونحمى الوجود العربي والإسلامي هناك، ونسعى لوقف مخطط إقامة مدينة القدس الكبرى حول مدينة القدس المحتلة، والتي يتوقع أن تمتد إلى الحدود الفلسطينية الأردنية شرقا، وإلى رام الله شمالا وإلى بيت لحم جنوبا وإلى الداخل الفلسطيني المحتل غرباً.
وفى النهايه لا يملك المسلم الا الدعاء تجاه المسجد الاقصى