لعل أهم ما يحرص عليه كل من يزور مصر الاستمتاع بتراثها النادر ذو القيمة التاريخية العريقة، وعلى رأس هذا التراث قلعة الناصر صلاح الدين الأيوبي التي يرتبط ذكرها دائما بجامع محمد على الشهير ذو القباب الفضية والمعمار الفريد، وليس من سمع كمن رأى، فالقلعة أكبر وأعظم من مجرد مسجد واحد فقط، فهي مكان غاية في الاتساع يضم العديد من المساجد والمتاحف والآثار والأبواب والأبراج تحيطها الأسوار من كل جانب.
ويمكنك التعرف .. عزيزي القارئ .. على ما تحتويه القلعة من كنوز من خلال هذا الموضوع
قصر الجوهرة
يقع قصر الجوهرة فى الطرف الجنوبي الغربي للساحة الملكية أو الحوش السلطاني وبدأ الشروع فى بناء هذا القصر عام 1227 هـ / 1812م.
أما عن سبب التسمية فقد تردد أن المسمى الحقيقي للقصر هو "الجوهر" وتم تحريفه إلى قصر الجوهرة، بينما ردد البعض أن مسمى القصر جاء على اسم زوجة محمد على "جوهر"، والتي كان يدللها باطلاق اسم جوهرة عليها.
[مدخل القصر]
مدخل القصر
و في إطار تناولها لوصف قصر الجوهرة لم تغفل الكاتبة الأمريكية شيرلي جونستون، في كتابها 'قصور وفيلات مصرية"، ما تردد حول خوف محمد علي من أن تسيطر أشباح المماليك الذين ذبحوا في القلعة على المكان وبالتالي قيامه بهدم منازلهم ليبني قصرا خاصا به، وهو قصر "الجوهرة".
وطرحت سؤال هل سعي المماليك للانتقام؟ وأجابت، كما ورد بمجلة آخر ساعة، لقد مات ابن محمد علي الثاني نتيجة إصابته بالطاعون فجأة. ولم تمض سنوات قليلة حتي قتل ابنه الثالث حرقا بعد أن اعتقل في السودان. كما تعرض قصره لأكثر من حريق.
وكان تردد أن قصر الجوهرة شهد مذبحة القلعة، وهو اعتقاد خاطيء، حيث كانت المذبحة عام 1811، بينما تم تشييد القصر عام 1812. كما أن المذبحة الشهيرة وقعت عند باب عزب.
وبالعودة للقصر نجد أنه يتكون من طابقين تبدأ بالمدخل الرئيسي، وعلى يسار هذا المدخل أبنية كثيرة تعلوها أبنية أخري تسودها البساطة، وبنهاية المدخل بالناحية الشمالية الشرقية حجرة مستطيلة لها سلم مزدوج يوصل إلى الميدان وكان هذا الجناح مخصصا لموظفي القصر أو من كانوا يعرفون باسم "ديوان الخاصة".
[لوحة تصور مذبحة القلعة]
لوحة تصور مذبحة القلعة
كما يؤدى ممر الدخول أيضا إلى مبان خصصت لنوبة الحراسة، أما الوحدات التى خصصت للسكن فتتكون من جناح الاستقبال الرئيسي أو ما كان يعرف باسم " الكوشك " وكان مخصصا لاستقبالات محمد على باشا والإيوان الملحق به وقاعتين فرعيتين بالإضافة لقاعة عرض الفرمانات أو العرش وهى أكبر حجرة بالقصر وتشرف على ميدان القلعة حاليا وكان يري منها القاهرة وأهرامات الجيزة فى أروع منظر.
كما أننا نصل من خلال بهو الاستقبال إلى الحديقة الخلفية والتى عرفت باسم حديقة الأسود، والتي استخدمت كثيرا في عصر محمد على كدلالة على القوة. كما زود القصر أيضا بعدة قاعات منها قاعة الألبستر وهو نوع من أنواع الرخام وقاعة الساعات بالإضافة إلى الحمام الذى عرف باسم حمام الألبستر، ويخضع القصر حاليا بكل قاعاته لعمليات الترميم.
وكان يضم القصر قاعات للعرض هى قاعة الديوراما وقاعة كسوة الكعبة الشريفة وبها يعرض أجزاء من كسوة الكعبة الشريفة التى كانت ترسل إلى مكة المكرمة والتى كانت تصنع فى مشغل القلعة وعرض للمحمل.
كما أضيفت أيضا قاعة الكوشة وبها كوشة زفاف الملك فاروق الأول على الملكة فريدة، بجانب كراسي مزودة بأغطية، تردد أنها استخدمت في مذبحة القلعة، حيث قام الحراس بوضع سيوفهم داخل هذه الكراسي، واصتفوا دون سلاح لطمأنه المماليك لحين تنفيذ الخطة والهجوم فجأة.
وتعرض قصر الجوهرة للحريق أكثر من مرة فى حياة محمد على باشا نفسه وأعيد بناءه ، كانت المرة الأولى سنة 1235 هـ / 1819م بسبب احتراق الجبخانة أو مصنع البارود، الذى يقع خلفه، فقد ذكر المؤرخ عبد الرحمن الجبرتى أن سراية القلعة أو قصر الجوهرة قد احترق وظل يومين مشتعلا.
أما الثانية فكانت سنة 1239 هـ / 1823م وكانت بسبب جبخانة القلعة أيضا، الذى أثر للمرة الثانية على مباني القلعة وعمائرها، مما جعل محمد على باشا يرسل إلى والي سلانيك ليستدعي عمالا وحجارين لإصلاح ما تهدم بالقلعة، وقد استخدم فى بناء هذا القصر مهندسين كانوا أجانب وعمالا كانوا ما بين روم وأتراك وبلغاريين وأرناؤط .
قصر الضيافة
[إحدى المرايا الموجودة على سلالم القصر]
إحدى المرايا الموجودة على سلالم القصر
أما الطابق الثانى ويعلو جناح الاستقبال فيؤدى إلى قصر الضيافة، وبه استقبل محمد على باشا كبار الزائرين من الأجانب واستمر مقرا للاستقبالات الرسمية حتى عصر الخديوى إسماعيل باشا، وقد تعرض لحريق عام 1972م وأعيد ترميمه وافتتاحه للجمهور فى يوليو عام 1983م.
ولاحظت عدسة شبكة الإعلام العربية "محيط" أثناء تجولها بالقصر، كثرة المرايا به وهي محاطة بالخشب المطلي بماء الذهب ويعلو كل مرآة رسومات لسيدتين أشبه بالتماثيل الرومانية، وتأتي المرايا بشكل تبادلي علي سلالم القصر، حيث يتمكن الصاعد من رؤية من على درجات السلم بالأسفل بفعل الانعكاس على المرايا، وأيضا الهابط يرى من خلفه.
وحرص محمد على باشا على وجود هذه المرايا للمراقبة، تحسبا لأي هجوم أو اعتداء مباغت، فعملت المرايا كبديل لكاميرات المراقبة المتطورة الموجودة حاليا.
[كرسي العرش]
كرسي العرش
وينقسم الدور العلوي بين حجرتين تضم الأولى كرسي العرش لمحمد على باشا، عمره 200 سنة، مصنوع من الخشب المطلي بالذهب، وكان هدية من إيطاليا لمحمد على باشا.
ويتميز الكرسي بأنه قصير، وعن قصد تم تصميمه بهذا الشكل، لأن محمد على باشا كان قصيرا بدينا. كما أنه كان يجلس الجلسة العربي ويربع ويشرب الشيشة، حيث أنه أول من أدخل الشيشة مصر، وكان والده أكبر تاجر تبغ في ذلك الوقت.
ويزين الكرسي بمجموعة من التماثيل، وهما أسدين على أيدي الكرسي كدلالة على القوة، وأعلى الكرسي نجد تمثال لسيدة وهي رمز للطيبة والحنان، وتمثال لرجل عجوز ممسكا بصولجان وهو رمز للحكمة، ويعلوهما تاج الملك.
[عباس باشا الأول]
عباس باشا الأول
كما تضم الحجرة الأولى لوحات زيتيه لأسرة محمد على باشا، فعلى جانبي كرسي العرش توجد لوحة محمد على باشا يمينا تم رسمها في حياته، ولوحة نجله إبراهيم باشا وهو من أعظم القادة العسكريين في تاريخ مصر، حيث يتم تدريس جميع المعارك العسكرية التي قادها في الكليات الحربية في أنحاء العالم.
حكم إبراهيم باشا 1838 مصر خلال حياة أبيه ولمده أربعة أشهر، بعد مرض محمد على باشا، حيث كان عضد أبيه القوي وساعده الأشد في جميع مشروعاته، وكان باسلا مقداما في الحرب، لا يتهيب الموت، وقائدا محنكا لا تفوته صغيرة ولا كبيرة من فنون الحرب. وتوفى قبل والده في نوفمبر من العام نفسه.
ولوحة عباس الأول حفيد محمد على من طوسون باشا، الذي تولى الحكم بعد إبراهيم باشا، في عهده تم مد السكك الحديدية بين القاهرة والإسكندرية وأنشأ طريق السويس للسيارات، وحي العباسية وكوبري عباس (كوبري الجيزة).
لوحة الخديوي سعيد ابن محمد على، وبدأ في عهده حفر قناة السويس، وسمى محافظة بورسعيد.
[الأميرة فاطمة]
الأميرة فاطمة
ولوحة الخديوي توفيق بن الخديوي إسماعيل، الذي سمى مدينة بورتوفيق، وكان أضعف شخصية حكمت مصر، في عصره عانت البلاد تعاني من أزمة مالية كبيرة نتج عنها احتلال مصر.
لوحة الخديوي إسماعيل بن إبراهيم باشا، في عصره تم الانتهاء من حفر قناة السويس وافتتاحها وسمى محافظة الاسماعيلية. خلال فترة حكمه أعطى مصر دفعة قوية للمعاصرة، ولكنه أغرقها في الديون، وهو أخر من حكم مصر في القلعة، حيث تم الحكم بعد ذلك من قصر عابدين.
ولوحة للزوجة الأولى الخديوي إسماعيل الأولى.
ولوحة الأميرة فاطمة بنت الخديوي اسماعيل، وهي من أم مصرية، ومن أشهر أعمالها الخيرية تبرعها بمجوهراتها لإنشاء جامعة القاهرة.
[لوحة .. لم يعرف من صاحبتها؟]
لوحة .. لم يعرف من صاحبتها؟
ولوحة غير معروف من صاحبتها ويقال أنها لبنت الخديوي إسماعيل من أم فرنسية، والبعض الآخر يقول أنها لزوجة الخديوي إسماعيل الفرنسية، ويتردد أنها كانت وصيفة إمبراطورة فرنسا أوجيني.
ولوحة الملك فؤاد الأول بن الخديوي إسماعيل، الذي غير اللقب الملكي من خديوي إلى سلطان ثم ملك وصار ينادى بملك مصر ، واعتنى بشؤون الثقافة، فرأس اللجنة التي قامت بتأسيس وتنظيم الجامعة المصرية الأهلية ( 1906 م). وفي عهده قامت ثورة 1919 واضطر الإنجليز إلى رفع حمايتهم عن مصر والاعتراف بها مملكة مستقلة ذات سيادة.
ولوحة للملك فاروق ابن الملك فؤاد الأول وهو أخر ملوك مصر وآخر من حكم من الأسرة العلوية.
ولوحة يقال أنها للأميرة فوزية أخت الملك فاروق وزوجة شاه إيران محمد رضا بهلوي.
[حجرة أوجيني]
حجرة أوجيني
أما الحجرة الثانية، فهي الغرفة الخاصة بالملكة أوجيني إمبراطورة فرنسا، والتي صممت خصيصا لها لكي تنزل بها وقت حضورها حفل افتتاح قناة السويس، وقد نقلت من مكانها الأصلي بفندق الماريوت، وكان قصر الضيافة في عهد الخديوي إسماعيل وكان يطلق عليه اسم عمر الخيام.
وتم تصميم غرفة النوم الخاصة بأوجيني على الطراز الفرنسي، وهي نسخة طبق الأصل من غرفتها في فرنسا، تضم مجموعة من التماثيل للملك تشارلز ملك بريطانيا، وتمثال للمهندس فريدناند ديليسيبس صاحب مشروع حفر قناة السويس، وزودت أيضا الحجرة بساعة نادرة وصندوق للمجوهرات ومرآة خاصة بأوجيني أمبراطورة فرنسا، بجانب مجموعة من التحف الزجاجية.
زودت الغرفة بإضاءة النجف والتي كانت تضيء قديما بالشمع، وحولها الملك فاروق إلى كهرباء.
[أوجيني .. إمبراطورية فرنسا]
أوجيني .. إمبراطورية فرنسا
وتروى قصص شعبية كثيرة حول اهتمام الخديوي إسماعيل الخاص بالملكة أوجيني، والتي دعاها على رأس ملوك أوروبا لحضور حفل افتتاح قناة السويس، بوجود قصة حب لم تكتمل بين الخديوي إسماعيل وأوجيني زميلة دراسته، والتي سعى للزواج منها ولكنها تزوجت نابليون الثالث إمبراطور فرنسا.
وأبى هذا الحب أن ينتهي، ولذا قام الخديوي ببناء فندق الماريوت، قصر عمر الخيام سابقا، ومينا هاوس ودار الأوبرا خصيصا من أجل الملكة أوجيني.
ويقال أن الخديوي اسماعيل مهد شارع الهرم بشكل مائل، حتى تميل السيارة من جانب الملكة أوجيني لاتجاهه، وبالتالي تكون تميل بجسدها ناحيته.
ويعلق د. محمود مبروك رئيس قطاع المتاحف سابقا على هذه الروايات بأنها من وحي خيال العامة، الذين يربطون دائما بين الحقيقة والخيال، مبينا أن الخديوي إسماعيل من أكثر حكام مصر عطاءً لها، حيث كان يطمح في وضع مصر ضمن الدول المتقدمة، ولكنه لم يستطع ذلك، حيث غرفت مصر في الديون.
وأوضح لشبكة الإعلام العربية "محيط" أن مثل هذه الشائعات تسيء إلى سمعة مصر وملوكها، مبديا قلقه الشديد من تأكيد بعض الصحف لمثل هذه الروايات، التي يرفضها كلياً.
جامع محمد علي باشا
[مسجد محمد علي]
مسجد محمد علي
وهو أشهر معالم قلعة صلاح الدين، وقد رأى محمد على باشا، بعد انتهائه من بناء قصور القلعة ودواوينها ومدارسها، بناء جامعا كبيرا بالقلعة لأداء الفرائض ولكي يدفن به بعد مماته، وبدأ العمل في الجامع عام 1830م وفق تصميم المهندس التركي "يوسف بوشناق" الذى وضع تصميمه على غرار جامع السلطان أحمد بالأستانة مع بعض التغييرات الطفيفة.
واستمر العمل به حتى ممات محمد على باشا عام 1848م فدفن به وأتم زخارفه عباش باشا الأول.
وينفرد مسجد محمد على باشا بعدة مميزات معمارية وفنية نادرة أولها مئذنتاه الشاهقتان ويبلغ ارتفاعهما حوالي 84 مترا و80 مترا آخرين وهم ارتفاع القلعة المشيد عليها الجامع وبهذا يصل ارتفاع المئذنتين إلى حوالى 164 مترا.
ويتوسط المسجد نجفة هائلة مزودة بـ 365 مشكاة بعدد أيام السنة تعزف ألحانا موسيقية فى حالة الهدوء.
[المنبر الأصلي للمسجد]
المنبر الأصلي للمسجد
كما أن السجاد الموجود حاليا هو سجاد الجامع الأصلي وهو أول سجاد أحمر يُفرش به مسجد في مصر، ورسوماته تضاهي الرسومات المقابلة له في السقف، الذي تتحلى أركان زواي قبابه بلفظ الجلالة الله ، ومحمد رسول الله، وأسماء الخلفاء الراشدين.
ويتميزالرخام الذى كسيت به جدران الجامع الداخلية والخارجية بأنه شديد الشفافية، فإذا أشعلت الضوء فى جانب هذا الرخام فسوف تشاهد الضوء من الناحية الأخرى، وقد رُسم خليج السويس والعقبة بالرخام على جانبي دخلة المحراب.
وتنقسم مساحة جامع محمد على باشا المستطيلة إلى قسمين شرقي وهو المكان المعد للصلاة وغربي وهو الصحن وتتوسطه ميضأة للوضوء.
[الميضأة]
الميضأة
ويتكون القسم الشرقى للجامع من مساحة مربعة تتوسطها قبة، وقد كسيت جدران الجامع الداخلية والخارجية برخام الألبستر المجلوب من محاجر بنى سويف، وللمسجد منبر أصلي مصنوع من الخشب يرجع تاريخه إلى عصر محمد على باشا وهو من أكبر المنابر الموجودة بمصر، يجاوره منبر رخامي من رخام الألبستر المطعم بالرخام الأحمر ويرجع تاريخه إلى عصر الملك فاروق وله باب مصنوع من الذهب الخالص.
كما يحتضن المسجد مقصورة مدفن محمد على باشا وهى مقصورة نحاسية مذهبة زخرفت بالكلمات العربية والتركية والمصرية يتوسطها قبر محمد على باشا، وقد بطنت الجدران الداخلية للمقصورة بالحرير الأخضر الفاخر، وتتميز هذه المقصورة أنها كاتمة للصوت، فلا يسمع من هو خارجها صوت من يقرأ القرآن بداخلها.
[الساعة]
الساعة
أما القسم الغربي فيوجد به صحن المسجد يتوصل إلى الصحن وهو فناء كبير يحيط به أربعة أروقة ذات عقود محمولة على أعمدة رخامية، أما الجهة الشرقية فتشرف على الجامع ومكتوب على أعتاب الشبابيك آيات من القرآن الكريم بالخط الفارسي وبوسط الصحن الميضأة، ويتوسط الرواق الغربي بالصحن برج من النحاس المخرم والزجاج الملون بداخله ساعة أهداها لويس فيليب ملك فرنسا لمحمد على باشا سنة 1845م مقابل المسلة الفرعونية التى تجمل ميدان الكونكورد فى باريس حاليا .
جامع الناصر محمد بن قلاوون
[مسجد بن قلاوون]
مسجد بن قلاوون
ظل هذا المسجد هو المسجد الجامع للقلعة حتى أقام محمد على باشا جامعه الشهير، وقد شيده الملك الناصر محمد بن قلاوون عام 718 هـ / 1318م، حيث تم بناءه مكان جامع قديم يرجع إلى عهد الملك الكامل بن أيوب، وهو من الجوامع المعلقة إذا كان يوجد تحته طابقا أخر سد حاليا.
ويتكون جامع بن قلاوون من مساحة مربعة الشكل لها ثلاثة مداخل الأول منها وهو المدخل الرئيسى يقع بالناحية الشمالية الغربية، والثاني يقع فى الجدار الجنوبي الغربى، ويوصل إلى قصور الحريم السلطانية وهو مسدود حاليا، أما الباب الثالث فيقع بالناحية الشمالية الشرقية ويواجه باب القلعة، وتتميز واجهات الجامع بأنها خالية من أى زخارف.
ومن الداخل يتكون المسجد من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة الذى يقع أمام محرابه قبة محمولة على أعمدة جرانيتية ضخمة.
ويمتز هذا الجامع بوجود الأعمدة الرخامية التى تحمل السقف وهى أعمدة من عصور مختلفة منها الفرعونية والبطلمية والرومانية أعيد استخدامها بروعة وبهاء وتحمل هذه الأعمدة عقود من الحجر المشهر أى باللونين الأحمر والأبيض. وزخرفت جدران المسجد بالفسيفساء الرخامية الملونة، أما جدرانه من أسفل فكانت مكسوة بوزرات رخامية مطعمة بالصدف، كما أن له منبر من الرخام الملون.
[منبر المسجد وقبلته]
منبر المسجد وقبلته
ويتفرد المسجد بمئذنتيه الفريدتين، والتي تقع أولاهما إلى اليسار من المدخل الرئيسي، بينما تقع الثانية فى الزاوية الجنوبية الشرقية، وهما مختلفتان شكلا وزخرفا، متأثرة في ذلك بالآثار الإلخانية أو المغولية الإيرانية.
ووصف المؤرخ المقريزي مسجد بن قلاوون فى كتابه بقوله : " أنشأه السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون ولما تم بناؤه جلس فيه واستدعي جميع مؤذني القاهرة ومصر وجميع القراء والخطباء وعرضوا بين يديه وسمع تأذينهم وخطابتهم وقراءتهم فاختار منهم عشرين مؤذنا رتبهم فيه وقرر فيه درس فقه وقارئا يقرأ فى المصحف وجعل عليه أوقافا تكفيه وتفيض وصار من بعده الملوك يخرجون أيام الجمع إلى هذا الجامع ويحضر خاصة الأمراء معه من القصر ويجيء باقيهم من باب الجامع فيصلي السلطان عن يمين المحراب فى مقصورة خاصة به ويجلس عنده أكابر خاصته ويصلي معه الأمراء خاصتهم وعامهم خارج المقصورة … فإذا انقضت الصلاة دخل إلى قصوره ودور حرمه وتفرق كل أحد إلى مكانه، وهذا الجامع متسع الأرجاء مرتفع البناء مفروش الأرض بالرخام مبطن السقوف بالذهب وبصدره قبة عالية يليها مقصورة مستورة هى والرواقات بشبابيك الحديد المحكمة الصنعة ويحف بصحنه رواقات من جهاته" ..
مسجد سارية الجبل
[جامع سارية الجبل]
جامع سارية الجبل
روحانيات عالية وراحة نفسية تنتشر في جنبات نفسك .. ونسمات رقيقة تتلمس وجهك معلنة ترحيبها بك في هذا المكان وفي لحظات تفصلك عن عالم المادية والضغوط الذي نعيشه وتنقلك إلى عالم النقاء .. هذا هو احساس من يزور هذا المسجد "مسجد سارية الجبل" .
وجامع سارية الجبل أو ما أطلق عليه بعد ذلك جامع سليمان باشا الخادم يُعد أول المساجد التى بنيت فى مصر على الطراز العثماني الذى يتكون من قبة مركزية وأنصاف قباب حولها، كما أن مئذنته هى أول المآذن بالقاهرة التى بنيت على هذا الطراز والتى تعرف باسم "القلم الرصاص".
وينسب هذا الجامع إلى سارية الجبل، وهو صحابي جليل يدعى بسارية بن زنيم بن عمر بن عبدالله قائد الجيوش الإسلامية فى عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو الذي ناداه عمر حين كان يخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم جمعة بقوله: يا سارية الجبل الجبل، من استرعى الذئب ظلم.
أنشأ هذا المسجد الأمير مرتضي مجد الخلافة أبو منصور قسطه الآمري الأرمني والي الإسكندرية فى العصر الفاطمي سنة 535هـ كما هو مثبت على اللوحة التأسيسية للجامع.
[قبة المسجد من الداخل]
قبة المسجد من الداخل
وفى عام 935 هـ / 1528م قام سليمان باشا الخادم والي مصر فى عهد السلطان سليمان القانوني بتجديد هذا المسجد.
ويتكون الجامع من قسمين رئيسيين هما بيت الصلاة أو المسجد ويحتوى على قاعة مربعة تحيط بها من جهاتها ما عدا الجهة الشمالية الغربية ثلاث إيوانات أكبرها إيوان القبلة الذى يحتوى محراب رخامي زخرف بالوزرات والفسيفساء الرخامية وعلى منبر رخامي.
أما القسم الثاني فهو الصحن المكشوف أو حرم الجامع ويوجد بشمال المسجد ويتكون من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة أروقة مغطاة بقباب ضحلة مقامة على مثلثات كروية.
وكانت ساحة المسجد تستخدم كلجنة امتحانات، ومسجلة حتى الآن كتابات بعض الطلبة على حوائط الساحة، حيث كتب بعضهم :"أودعت في هذا المكان شهادة لا إله إلا وأن محمدا رسول الله"، وأحدهم كتب:" أمانة عليك يا قارئ هذا الخط أن تقرأ الفاتحة لكاتبه"، بالإضافة إلى مدرسة الكتاب، التابعة للساحة ولكن مغطاة، وكانت يُدرس بها للأطفال.
وملحق بالمسجد بئر للشرب وبجواره فرن لإعداد الخبز مازالت آثار دخانه ظاهرة حتى الآن ، بالإضافة إلى حديقة المسجد المزودة بقناديل كانت تعمل بالزيت قديما وحولت إلى الكهرباء حديثا، وبها أيضا ثلاث نخلات اثنتان منهما تطرح نوعين مختلفين من البلح والنخلة الثالثة تنتج حبوب اللقاح، وشجرة مانجو وثلاث شجرات ليمون
يذكر أن للجامع مسمى ثالث، يحث أطلق عليه مسجد الرديني نسبة إلى الشيخ الرديني وهو الحسن بن على بن مرزوق بن عبد الله الرديني الفقيه المحدث الذي كان يأوي وظل يدرس به حتى مماته عام540 هـ .
كما تضم القلعة العديد من المتاحف وهي :
متحف الشرطة
[أدهم الشرقاوي]
أدهم الشرقاوي
يضم هذا المكان من الأبطال أدهم الشرقاوي وضباط معركة الإسماعيلية ومن المجرمين خط الصعيد وسفاح الإسكندرية ورايا وسكينة بجانب أغرب البصمات التي تم تسجيلها في أقسام الشرطة ومجموعة كبيرة من المقتنيات الخاصة بالبوليس يجمعها متحف الشرطة .
افتتح متحف الشرطة في 25 يناير سنة 1986 بحضور الرئيس المصري محمد حسنى مبارك بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة.
يضم المتحف صور لـ 53 وزير داخلية مصر منذ عام 1878م وحتى عام 1984م، بالإضافة إلى صورة شخصية لمحمد على باشا وتماثيل ترتدي الزي العسكري في عصورة مختلفة وأسلحة ودروع وخوذات وحراب، بالإضافة إلى مجموعة من أوسمة الشرطة.
[خط الصعيد بعد قتله وأحد معاونيه]
خط الصعيد بعد قتله وأحد معاونيه
كما قامت إدارة الداخلية بإعداد موجز عن دور مباحث الآثار وتشريعات حماية التراث الأثرى وكذلك نبذة مختصرة عن أدهم الشرقاوى ونشاطه بالمنطقة.
كذلك زود المتحف بصورة لخط الصعيد بعد القبض عليه من جانب الشرطة وقتله، و ومجسد من الجص لوجه سفاح الإسكندرية ويده وقدمه وصور فوتوغرافية له، وصور لأغرب بصمات تم تسجيلها في مراكز الشرطة، أما أهم ما يجذب زوار متحف الشرطة صورتان لريا وسكينة وهما أول من يطبق عليهم حكم الإعدام من النساء في مصر لخطفهن عدد كبير من السيدات وقتلهن.
[البصمات الغريبة]
البصمات الغريبة
كما يعرض المتحف مجسد لمعركة الإسماعيلية وصور فوتوغرافية لأبطالها، ومن بينهم الممثل الراحل صلاح ذو الفقار.
ويضم أيضا المتحف بعض العملات المزورة والآلات المستخدمة فى التزوير، بجانب عرض تطور الشرطة من العصر الفرعونى وحتى العصر الحديث.
المتحف الحربي
متحف المركبات
[عربة الخديوي إسماعيل وأوجيني]
عربة الخديوي إسماعيل وأوجيني
يضم متحف المركبات المكون من قاعة واحدة ثماني عربات شاركت في مناسبات رسمية في مصر إبان حكم أسرة محمد علي.
تم افتتاح المتحف عام 1983، ويتوسطه أهم عربة كانت قد إستقلتها إمبراطورة فرنسا أوجيني بجوار الخديوي إسماعيل، في حفل افتتاح قناة السويس في 17 نوفمبر 1869.
توجد العربة في منتصف المتحف، ويجرها خمس خيول فوقهم ثلاث فرسان، ويرجع عدم وجود فرسان على اثنين من الخيل إلى رغبة الخديوي الخديوي إسماعيل لرؤية الطريق دون عائق، وضمن الركب يوجد رجلين خلف العربة للقيام على خدمة الخديوي والإمبراطورة بفتح الباب وإغلاقه، بالإضافة إلى رجل يجري حافيا بجانب الركب يطلق عليه "القمشجي".
كما يضم المتحف عربتان لنقل المحمل النبوي الشريف، الذي كان يصنع في مصر وينقل لأرض الحجاز قبل موسم الحج، ومركبتان خاصتان بالملك فاروق كان يستخدمهما في نزهاته ورحلاته الخاصة به، وعربة أخرى خاصة بالملكة نازلي زوجة فؤاد الأول ووالدة الملك فاروق وعربتان خاصة برجال الدولة في ذلك الوقت.
متحف الحديقة الأثري
[جزء من الحديقة]
جزء من الحديقة
حديثا .. تم إنشاء متحف حديقة أثرية مفتوح يضم مجموعة من الآثار الإسلامية من أعمدة وتيجان وكلج وأزيار من عصور أيوبية ومملوكية وعثمانية ومحمد على باشا وأبواب ولوحات تذكارية تاريخية.
وتم جلب هذه المجموعة من مخازن المجلس الأعلى للآثار من السلطان حسن وجامع برقوق والفسطاط ومخازن متحف الفن الإسلامي، وقد تم ترميم المئات من هذه الآثار التذكارية.
وقد تم التعامل مع الساحة الواقعة بين الأسوار أثريا ومعماريا وفراغيا بما يتلاءم وطبيعة هذا الموقع الأثرى العظيم.
[سلسبيل]
سلسبيل
وقد سبقت هذه المعالجات المعمارية أعمال حفر أثرى كامل بمنطقة المحكى، التي تأتي في نهاية الحديقة وهي عبارة عن مباني صخرية كان يجتمعون بها لتبادل الأحاديث، أسفرت عن العثور على بعض الشواهد الأثرية الهامة مثل حوض من الآجر كان ملحقا بأحد الأبنية العثمانية التى كانت قائمة فى هذا الموقع.
كما يوجد إلى ستة أفران عثمانية مستديرة من الآجر أيضا كانت تستخدم فى إصلاح الأسلحة البيضاء، وبقايا مصلى من الحجر (بها محراب يجاوره باب) ترجع إلى العصر العثمانى.
ومؤخرا تم إضافة سلسبيل من رخام على شكل زهور من مصر في العصر العثماني إلى الحديقة الآثرية، يوجد في أعلاه الصنبور، الذي يتدفق منه الماء يسقط في أشكال الزهور تلك للوصول إلى الحوض في أسفل السلسبيل بشكل متدرج جميل.
القصر الأبلق
[القصر الأبلق]
القصر الأبلق
عندما تقع عيناك لأول وهله على هذا القصر تنسج عنه في خيالك القصص والحكايات، وتداهمك فكرة أنه قصر سري تم بناءه تحت الأرض كنوع من التمويه،وخاصة في وجود تلك الشجرة العجوز أعلاه والتي نفضت عنها أوراقها منذ سنين ، وبالرغم من ذلك تظل قائمة وترفض الاستسلام والوقوع.
ولكنك ما تلبث أن تكتشف حقيقة الأمر، وأن هذا الجدران والحجرات بقايا لقصر يطلق عليه "القصر الأبلق" يوجد أسفل مستوى الأرض، نتيجة عمليات الردم القديمة عليه والبناء بمستوى أعلى منه، مما جعله يختفي تحت الأرض، وتم الكشف عن بقاياه أثناء عمليات الحفر، التي أجريت بمناسبة اقامة متحف الشرطة.
وقد وردت اشارات عديدة عن هذا القصر بالمراجع التاريخية، وكان السلطان المملوكي صلاح الدين خليل بدأ ببناءه عام 1290م واستكمله السلطان الناصر محمد بن قلاوون عام 1293 – 1309.
ويضم القصر ايوانان رئيسيان يعكسان الضخامة والشموخ وطابع الثراء في العصر المملوكة، حيث تم تكسية الجدران بالرخام والفسيفساء من الزخارف الإسلامية.
بئر يوسف
[بئر يوسف]
بئر يوسف
نسبته الأساطير الشعبية إلى نبي الله يوسف عليه السلام، كما أطلق عليه أيضا بئر الحلزون ، بينما نسبها المؤرخون إلى بهاء الدين قراقوش الذى حفرها بأمر من الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب لتوفير المياه اللازمة للشرب.
يبلغ عمق البئر، الخاضع للترميم حاليا، تسعين مترا منها حوالى 85 مترا محفورة فى الصخر، وتتكون من طابقين أو بئرين متساويين فى العمق تقريبا وتبلغ مساحة مقطع البئر العلوية خمسة أمتار بينما يبلغ مقطع البئر السفلية 3 , 2 متر مربع ، وكان البقر ينزل إلي البئر لتدوير ساقية تقع أعلى البئرين.
وأرخ المقريزى لهذه البئر قائلا :" هذه البئر من العجائب استنبطها قراقوش .... وهذه البئر من عجائب الأبنية تدور البقر من أعلاها فتنقل الماء من نقالة فى وسطها وتدور أبقار فى وسطها تنقل الماء من أسفلها ولها طريق إلى الماء ينزل البقر إلى معينها فى مجاز وجميع ذلك حجر منحوت ليس فيه بناء ، وقيل أن أرضها مسامتة أرض بركة الفيل وماؤها عذب سمعت من يحكي من المشايخ أنها لما نقرت جاء ماؤها حلو فأراد قراقوش أو نوابه الزيادة فى مائها فوسع نقر الجبل فخرجت منه عين مالحة غيرت حلاوتها .... " .
ويمكنك التعرف .. عزيزي القارئ .. على ما تحتويه القلعة من كنوز من خلال هذا الموضوع
قصر الجوهرة
يقع قصر الجوهرة فى الطرف الجنوبي الغربي للساحة الملكية أو الحوش السلطاني وبدأ الشروع فى بناء هذا القصر عام 1227 هـ / 1812م.
أما عن سبب التسمية فقد تردد أن المسمى الحقيقي للقصر هو "الجوهر" وتم تحريفه إلى قصر الجوهرة، بينما ردد البعض أن مسمى القصر جاء على اسم زوجة محمد على "جوهر"، والتي كان يدللها باطلاق اسم جوهرة عليها.
[مدخل القصر]
مدخل القصر
و في إطار تناولها لوصف قصر الجوهرة لم تغفل الكاتبة الأمريكية شيرلي جونستون، في كتابها 'قصور وفيلات مصرية"، ما تردد حول خوف محمد علي من أن تسيطر أشباح المماليك الذين ذبحوا في القلعة على المكان وبالتالي قيامه بهدم منازلهم ليبني قصرا خاصا به، وهو قصر "الجوهرة".
وطرحت سؤال هل سعي المماليك للانتقام؟ وأجابت، كما ورد بمجلة آخر ساعة، لقد مات ابن محمد علي الثاني نتيجة إصابته بالطاعون فجأة. ولم تمض سنوات قليلة حتي قتل ابنه الثالث حرقا بعد أن اعتقل في السودان. كما تعرض قصره لأكثر من حريق.
وكان تردد أن قصر الجوهرة شهد مذبحة القلعة، وهو اعتقاد خاطيء، حيث كانت المذبحة عام 1811، بينما تم تشييد القصر عام 1812. كما أن المذبحة الشهيرة وقعت عند باب عزب.
وبالعودة للقصر نجد أنه يتكون من طابقين تبدأ بالمدخل الرئيسي، وعلى يسار هذا المدخل أبنية كثيرة تعلوها أبنية أخري تسودها البساطة، وبنهاية المدخل بالناحية الشمالية الشرقية حجرة مستطيلة لها سلم مزدوج يوصل إلى الميدان وكان هذا الجناح مخصصا لموظفي القصر أو من كانوا يعرفون باسم "ديوان الخاصة".
[لوحة تصور مذبحة القلعة]
لوحة تصور مذبحة القلعة
كما يؤدى ممر الدخول أيضا إلى مبان خصصت لنوبة الحراسة، أما الوحدات التى خصصت للسكن فتتكون من جناح الاستقبال الرئيسي أو ما كان يعرف باسم " الكوشك " وكان مخصصا لاستقبالات محمد على باشا والإيوان الملحق به وقاعتين فرعيتين بالإضافة لقاعة عرض الفرمانات أو العرش وهى أكبر حجرة بالقصر وتشرف على ميدان القلعة حاليا وكان يري منها القاهرة وأهرامات الجيزة فى أروع منظر.
كما أننا نصل من خلال بهو الاستقبال إلى الحديقة الخلفية والتى عرفت باسم حديقة الأسود، والتي استخدمت كثيرا في عصر محمد على كدلالة على القوة. كما زود القصر أيضا بعدة قاعات منها قاعة الألبستر وهو نوع من أنواع الرخام وقاعة الساعات بالإضافة إلى الحمام الذى عرف باسم حمام الألبستر، ويخضع القصر حاليا بكل قاعاته لعمليات الترميم.
وكان يضم القصر قاعات للعرض هى قاعة الديوراما وقاعة كسوة الكعبة الشريفة وبها يعرض أجزاء من كسوة الكعبة الشريفة التى كانت ترسل إلى مكة المكرمة والتى كانت تصنع فى مشغل القلعة وعرض للمحمل.
كما أضيفت أيضا قاعة الكوشة وبها كوشة زفاف الملك فاروق الأول على الملكة فريدة، بجانب كراسي مزودة بأغطية، تردد أنها استخدمت في مذبحة القلعة، حيث قام الحراس بوضع سيوفهم داخل هذه الكراسي، واصتفوا دون سلاح لطمأنه المماليك لحين تنفيذ الخطة والهجوم فجأة.
وتعرض قصر الجوهرة للحريق أكثر من مرة فى حياة محمد على باشا نفسه وأعيد بناءه ، كانت المرة الأولى سنة 1235 هـ / 1819م بسبب احتراق الجبخانة أو مصنع البارود، الذى يقع خلفه، فقد ذكر المؤرخ عبد الرحمن الجبرتى أن سراية القلعة أو قصر الجوهرة قد احترق وظل يومين مشتعلا.
أما الثانية فكانت سنة 1239 هـ / 1823م وكانت بسبب جبخانة القلعة أيضا، الذى أثر للمرة الثانية على مباني القلعة وعمائرها، مما جعل محمد على باشا يرسل إلى والي سلانيك ليستدعي عمالا وحجارين لإصلاح ما تهدم بالقلعة، وقد استخدم فى بناء هذا القصر مهندسين كانوا أجانب وعمالا كانوا ما بين روم وأتراك وبلغاريين وأرناؤط .
قصر الضيافة
[إحدى المرايا الموجودة على سلالم القصر]
إحدى المرايا الموجودة على سلالم القصر
أما الطابق الثانى ويعلو جناح الاستقبال فيؤدى إلى قصر الضيافة، وبه استقبل محمد على باشا كبار الزائرين من الأجانب واستمر مقرا للاستقبالات الرسمية حتى عصر الخديوى إسماعيل باشا، وقد تعرض لحريق عام 1972م وأعيد ترميمه وافتتاحه للجمهور فى يوليو عام 1983م.
ولاحظت عدسة شبكة الإعلام العربية "محيط" أثناء تجولها بالقصر، كثرة المرايا به وهي محاطة بالخشب المطلي بماء الذهب ويعلو كل مرآة رسومات لسيدتين أشبه بالتماثيل الرومانية، وتأتي المرايا بشكل تبادلي علي سلالم القصر، حيث يتمكن الصاعد من رؤية من على درجات السلم بالأسفل بفعل الانعكاس على المرايا، وأيضا الهابط يرى من خلفه.
وحرص محمد على باشا على وجود هذه المرايا للمراقبة، تحسبا لأي هجوم أو اعتداء مباغت، فعملت المرايا كبديل لكاميرات المراقبة المتطورة الموجودة حاليا.
[كرسي العرش]
كرسي العرش
وينقسم الدور العلوي بين حجرتين تضم الأولى كرسي العرش لمحمد على باشا، عمره 200 سنة، مصنوع من الخشب المطلي بالذهب، وكان هدية من إيطاليا لمحمد على باشا.
ويتميز الكرسي بأنه قصير، وعن قصد تم تصميمه بهذا الشكل، لأن محمد على باشا كان قصيرا بدينا. كما أنه كان يجلس الجلسة العربي ويربع ويشرب الشيشة، حيث أنه أول من أدخل الشيشة مصر، وكان والده أكبر تاجر تبغ في ذلك الوقت.
ويزين الكرسي بمجموعة من التماثيل، وهما أسدين على أيدي الكرسي كدلالة على القوة، وأعلى الكرسي نجد تمثال لسيدة وهي رمز للطيبة والحنان، وتمثال لرجل عجوز ممسكا بصولجان وهو رمز للحكمة، ويعلوهما تاج الملك.
[عباس باشا الأول]
عباس باشا الأول
كما تضم الحجرة الأولى لوحات زيتيه لأسرة محمد على باشا، فعلى جانبي كرسي العرش توجد لوحة محمد على باشا يمينا تم رسمها في حياته، ولوحة نجله إبراهيم باشا وهو من أعظم القادة العسكريين في تاريخ مصر، حيث يتم تدريس جميع المعارك العسكرية التي قادها في الكليات الحربية في أنحاء العالم.
حكم إبراهيم باشا 1838 مصر خلال حياة أبيه ولمده أربعة أشهر، بعد مرض محمد على باشا، حيث كان عضد أبيه القوي وساعده الأشد في جميع مشروعاته، وكان باسلا مقداما في الحرب، لا يتهيب الموت، وقائدا محنكا لا تفوته صغيرة ولا كبيرة من فنون الحرب. وتوفى قبل والده في نوفمبر من العام نفسه.
ولوحة عباس الأول حفيد محمد على من طوسون باشا، الذي تولى الحكم بعد إبراهيم باشا، في عهده تم مد السكك الحديدية بين القاهرة والإسكندرية وأنشأ طريق السويس للسيارات، وحي العباسية وكوبري عباس (كوبري الجيزة).
لوحة الخديوي سعيد ابن محمد على، وبدأ في عهده حفر قناة السويس، وسمى محافظة بورسعيد.
[الأميرة فاطمة]
الأميرة فاطمة
ولوحة الخديوي توفيق بن الخديوي إسماعيل، الذي سمى مدينة بورتوفيق، وكان أضعف شخصية حكمت مصر، في عصره عانت البلاد تعاني من أزمة مالية كبيرة نتج عنها احتلال مصر.
لوحة الخديوي إسماعيل بن إبراهيم باشا، في عصره تم الانتهاء من حفر قناة السويس وافتتاحها وسمى محافظة الاسماعيلية. خلال فترة حكمه أعطى مصر دفعة قوية للمعاصرة، ولكنه أغرقها في الديون، وهو أخر من حكم مصر في القلعة، حيث تم الحكم بعد ذلك من قصر عابدين.
ولوحة للزوجة الأولى الخديوي إسماعيل الأولى.
ولوحة الأميرة فاطمة بنت الخديوي اسماعيل، وهي من أم مصرية، ومن أشهر أعمالها الخيرية تبرعها بمجوهراتها لإنشاء جامعة القاهرة.
[لوحة .. لم يعرف من صاحبتها؟]
لوحة .. لم يعرف من صاحبتها؟
ولوحة غير معروف من صاحبتها ويقال أنها لبنت الخديوي إسماعيل من أم فرنسية، والبعض الآخر يقول أنها لزوجة الخديوي إسماعيل الفرنسية، ويتردد أنها كانت وصيفة إمبراطورة فرنسا أوجيني.
ولوحة الملك فؤاد الأول بن الخديوي إسماعيل، الذي غير اللقب الملكي من خديوي إلى سلطان ثم ملك وصار ينادى بملك مصر ، واعتنى بشؤون الثقافة، فرأس اللجنة التي قامت بتأسيس وتنظيم الجامعة المصرية الأهلية ( 1906 م). وفي عهده قامت ثورة 1919 واضطر الإنجليز إلى رفع حمايتهم عن مصر والاعتراف بها مملكة مستقلة ذات سيادة.
ولوحة للملك فاروق ابن الملك فؤاد الأول وهو أخر ملوك مصر وآخر من حكم من الأسرة العلوية.
ولوحة يقال أنها للأميرة فوزية أخت الملك فاروق وزوجة شاه إيران محمد رضا بهلوي.
[حجرة أوجيني]
حجرة أوجيني
أما الحجرة الثانية، فهي الغرفة الخاصة بالملكة أوجيني إمبراطورة فرنسا، والتي صممت خصيصا لها لكي تنزل بها وقت حضورها حفل افتتاح قناة السويس، وقد نقلت من مكانها الأصلي بفندق الماريوت، وكان قصر الضيافة في عهد الخديوي إسماعيل وكان يطلق عليه اسم عمر الخيام.
وتم تصميم غرفة النوم الخاصة بأوجيني على الطراز الفرنسي، وهي نسخة طبق الأصل من غرفتها في فرنسا، تضم مجموعة من التماثيل للملك تشارلز ملك بريطانيا، وتمثال للمهندس فريدناند ديليسيبس صاحب مشروع حفر قناة السويس، وزودت أيضا الحجرة بساعة نادرة وصندوق للمجوهرات ومرآة خاصة بأوجيني أمبراطورة فرنسا، بجانب مجموعة من التحف الزجاجية.
زودت الغرفة بإضاءة النجف والتي كانت تضيء قديما بالشمع، وحولها الملك فاروق إلى كهرباء.
[أوجيني .. إمبراطورية فرنسا]
أوجيني .. إمبراطورية فرنسا
وتروى قصص شعبية كثيرة حول اهتمام الخديوي إسماعيل الخاص بالملكة أوجيني، والتي دعاها على رأس ملوك أوروبا لحضور حفل افتتاح قناة السويس، بوجود قصة حب لم تكتمل بين الخديوي إسماعيل وأوجيني زميلة دراسته، والتي سعى للزواج منها ولكنها تزوجت نابليون الثالث إمبراطور فرنسا.
وأبى هذا الحب أن ينتهي، ولذا قام الخديوي ببناء فندق الماريوت، قصر عمر الخيام سابقا، ومينا هاوس ودار الأوبرا خصيصا من أجل الملكة أوجيني.
ويقال أن الخديوي اسماعيل مهد شارع الهرم بشكل مائل، حتى تميل السيارة من جانب الملكة أوجيني لاتجاهه، وبالتالي تكون تميل بجسدها ناحيته.
ويعلق د. محمود مبروك رئيس قطاع المتاحف سابقا على هذه الروايات بأنها من وحي خيال العامة، الذين يربطون دائما بين الحقيقة والخيال، مبينا أن الخديوي إسماعيل من أكثر حكام مصر عطاءً لها، حيث كان يطمح في وضع مصر ضمن الدول المتقدمة، ولكنه لم يستطع ذلك، حيث غرفت مصر في الديون.
وأوضح لشبكة الإعلام العربية "محيط" أن مثل هذه الشائعات تسيء إلى سمعة مصر وملوكها، مبديا قلقه الشديد من تأكيد بعض الصحف لمثل هذه الروايات، التي يرفضها كلياً.
جامع محمد علي باشا
[مسجد محمد علي]
مسجد محمد علي
وهو أشهر معالم قلعة صلاح الدين، وقد رأى محمد على باشا، بعد انتهائه من بناء قصور القلعة ودواوينها ومدارسها، بناء جامعا كبيرا بالقلعة لأداء الفرائض ولكي يدفن به بعد مماته، وبدأ العمل في الجامع عام 1830م وفق تصميم المهندس التركي "يوسف بوشناق" الذى وضع تصميمه على غرار جامع السلطان أحمد بالأستانة مع بعض التغييرات الطفيفة.
واستمر العمل به حتى ممات محمد على باشا عام 1848م فدفن به وأتم زخارفه عباش باشا الأول.
وينفرد مسجد محمد على باشا بعدة مميزات معمارية وفنية نادرة أولها مئذنتاه الشاهقتان ويبلغ ارتفاعهما حوالي 84 مترا و80 مترا آخرين وهم ارتفاع القلعة المشيد عليها الجامع وبهذا يصل ارتفاع المئذنتين إلى حوالى 164 مترا.
ويتوسط المسجد نجفة هائلة مزودة بـ 365 مشكاة بعدد أيام السنة تعزف ألحانا موسيقية فى حالة الهدوء.
[المنبر الأصلي للمسجد]
المنبر الأصلي للمسجد
كما أن السجاد الموجود حاليا هو سجاد الجامع الأصلي وهو أول سجاد أحمر يُفرش به مسجد في مصر، ورسوماته تضاهي الرسومات المقابلة له في السقف، الذي تتحلى أركان زواي قبابه بلفظ الجلالة الله ، ومحمد رسول الله، وأسماء الخلفاء الراشدين.
ويتميزالرخام الذى كسيت به جدران الجامع الداخلية والخارجية بأنه شديد الشفافية، فإذا أشعلت الضوء فى جانب هذا الرخام فسوف تشاهد الضوء من الناحية الأخرى، وقد رُسم خليج السويس والعقبة بالرخام على جانبي دخلة المحراب.
وتنقسم مساحة جامع محمد على باشا المستطيلة إلى قسمين شرقي وهو المكان المعد للصلاة وغربي وهو الصحن وتتوسطه ميضأة للوضوء.
[الميضأة]
الميضأة
ويتكون القسم الشرقى للجامع من مساحة مربعة تتوسطها قبة، وقد كسيت جدران الجامع الداخلية والخارجية برخام الألبستر المجلوب من محاجر بنى سويف، وللمسجد منبر أصلي مصنوع من الخشب يرجع تاريخه إلى عصر محمد على باشا وهو من أكبر المنابر الموجودة بمصر، يجاوره منبر رخامي من رخام الألبستر المطعم بالرخام الأحمر ويرجع تاريخه إلى عصر الملك فاروق وله باب مصنوع من الذهب الخالص.
كما يحتضن المسجد مقصورة مدفن محمد على باشا وهى مقصورة نحاسية مذهبة زخرفت بالكلمات العربية والتركية والمصرية يتوسطها قبر محمد على باشا، وقد بطنت الجدران الداخلية للمقصورة بالحرير الأخضر الفاخر، وتتميز هذه المقصورة أنها كاتمة للصوت، فلا يسمع من هو خارجها صوت من يقرأ القرآن بداخلها.
[الساعة]
الساعة
أما القسم الغربي فيوجد به صحن المسجد يتوصل إلى الصحن وهو فناء كبير يحيط به أربعة أروقة ذات عقود محمولة على أعمدة رخامية، أما الجهة الشرقية فتشرف على الجامع ومكتوب على أعتاب الشبابيك آيات من القرآن الكريم بالخط الفارسي وبوسط الصحن الميضأة، ويتوسط الرواق الغربي بالصحن برج من النحاس المخرم والزجاج الملون بداخله ساعة أهداها لويس فيليب ملك فرنسا لمحمد على باشا سنة 1845م مقابل المسلة الفرعونية التى تجمل ميدان الكونكورد فى باريس حاليا .
جامع الناصر محمد بن قلاوون
[مسجد بن قلاوون]
مسجد بن قلاوون
ظل هذا المسجد هو المسجد الجامع للقلعة حتى أقام محمد على باشا جامعه الشهير، وقد شيده الملك الناصر محمد بن قلاوون عام 718 هـ / 1318م، حيث تم بناءه مكان جامع قديم يرجع إلى عهد الملك الكامل بن أيوب، وهو من الجوامع المعلقة إذا كان يوجد تحته طابقا أخر سد حاليا.
ويتكون جامع بن قلاوون من مساحة مربعة الشكل لها ثلاثة مداخل الأول منها وهو المدخل الرئيسى يقع بالناحية الشمالية الغربية، والثاني يقع فى الجدار الجنوبي الغربى، ويوصل إلى قصور الحريم السلطانية وهو مسدود حاليا، أما الباب الثالث فيقع بالناحية الشمالية الشرقية ويواجه باب القلعة، وتتميز واجهات الجامع بأنها خالية من أى زخارف.
ومن الداخل يتكون المسجد من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة الذى يقع أمام محرابه قبة محمولة على أعمدة جرانيتية ضخمة.
ويمتز هذا الجامع بوجود الأعمدة الرخامية التى تحمل السقف وهى أعمدة من عصور مختلفة منها الفرعونية والبطلمية والرومانية أعيد استخدامها بروعة وبهاء وتحمل هذه الأعمدة عقود من الحجر المشهر أى باللونين الأحمر والأبيض. وزخرفت جدران المسجد بالفسيفساء الرخامية الملونة، أما جدرانه من أسفل فكانت مكسوة بوزرات رخامية مطعمة بالصدف، كما أن له منبر من الرخام الملون.
[منبر المسجد وقبلته]
منبر المسجد وقبلته
ويتفرد المسجد بمئذنتيه الفريدتين، والتي تقع أولاهما إلى اليسار من المدخل الرئيسي، بينما تقع الثانية فى الزاوية الجنوبية الشرقية، وهما مختلفتان شكلا وزخرفا، متأثرة في ذلك بالآثار الإلخانية أو المغولية الإيرانية.
ووصف المؤرخ المقريزي مسجد بن قلاوون فى كتابه بقوله : " أنشأه السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون ولما تم بناؤه جلس فيه واستدعي جميع مؤذني القاهرة ومصر وجميع القراء والخطباء وعرضوا بين يديه وسمع تأذينهم وخطابتهم وقراءتهم فاختار منهم عشرين مؤذنا رتبهم فيه وقرر فيه درس فقه وقارئا يقرأ فى المصحف وجعل عليه أوقافا تكفيه وتفيض وصار من بعده الملوك يخرجون أيام الجمع إلى هذا الجامع ويحضر خاصة الأمراء معه من القصر ويجيء باقيهم من باب الجامع فيصلي السلطان عن يمين المحراب فى مقصورة خاصة به ويجلس عنده أكابر خاصته ويصلي معه الأمراء خاصتهم وعامهم خارج المقصورة … فإذا انقضت الصلاة دخل إلى قصوره ودور حرمه وتفرق كل أحد إلى مكانه، وهذا الجامع متسع الأرجاء مرتفع البناء مفروش الأرض بالرخام مبطن السقوف بالذهب وبصدره قبة عالية يليها مقصورة مستورة هى والرواقات بشبابيك الحديد المحكمة الصنعة ويحف بصحنه رواقات من جهاته" ..
مسجد سارية الجبل
[جامع سارية الجبل]
جامع سارية الجبل
روحانيات عالية وراحة نفسية تنتشر في جنبات نفسك .. ونسمات رقيقة تتلمس وجهك معلنة ترحيبها بك في هذا المكان وفي لحظات تفصلك عن عالم المادية والضغوط الذي نعيشه وتنقلك إلى عالم النقاء .. هذا هو احساس من يزور هذا المسجد "مسجد سارية الجبل" .
وجامع سارية الجبل أو ما أطلق عليه بعد ذلك جامع سليمان باشا الخادم يُعد أول المساجد التى بنيت فى مصر على الطراز العثماني الذى يتكون من قبة مركزية وأنصاف قباب حولها، كما أن مئذنته هى أول المآذن بالقاهرة التى بنيت على هذا الطراز والتى تعرف باسم "القلم الرصاص".
وينسب هذا الجامع إلى سارية الجبل، وهو صحابي جليل يدعى بسارية بن زنيم بن عمر بن عبدالله قائد الجيوش الإسلامية فى عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو الذي ناداه عمر حين كان يخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم جمعة بقوله: يا سارية الجبل الجبل، من استرعى الذئب ظلم.
أنشأ هذا المسجد الأمير مرتضي مجد الخلافة أبو منصور قسطه الآمري الأرمني والي الإسكندرية فى العصر الفاطمي سنة 535هـ كما هو مثبت على اللوحة التأسيسية للجامع.
[قبة المسجد من الداخل]
قبة المسجد من الداخل
وفى عام 935 هـ / 1528م قام سليمان باشا الخادم والي مصر فى عهد السلطان سليمان القانوني بتجديد هذا المسجد.
ويتكون الجامع من قسمين رئيسيين هما بيت الصلاة أو المسجد ويحتوى على قاعة مربعة تحيط بها من جهاتها ما عدا الجهة الشمالية الغربية ثلاث إيوانات أكبرها إيوان القبلة الذى يحتوى محراب رخامي زخرف بالوزرات والفسيفساء الرخامية وعلى منبر رخامي.
أما القسم الثاني فهو الصحن المكشوف أو حرم الجامع ويوجد بشمال المسجد ويتكون من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة أروقة مغطاة بقباب ضحلة مقامة على مثلثات كروية.
وكانت ساحة المسجد تستخدم كلجنة امتحانات، ومسجلة حتى الآن كتابات بعض الطلبة على حوائط الساحة، حيث كتب بعضهم :"أودعت في هذا المكان شهادة لا إله إلا وأن محمدا رسول الله"، وأحدهم كتب:" أمانة عليك يا قارئ هذا الخط أن تقرأ الفاتحة لكاتبه"، بالإضافة إلى مدرسة الكتاب، التابعة للساحة ولكن مغطاة، وكانت يُدرس بها للأطفال.
وملحق بالمسجد بئر للشرب وبجواره فرن لإعداد الخبز مازالت آثار دخانه ظاهرة حتى الآن ، بالإضافة إلى حديقة المسجد المزودة بقناديل كانت تعمل بالزيت قديما وحولت إلى الكهرباء حديثا، وبها أيضا ثلاث نخلات اثنتان منهما تطرح نوعين مختلفين من البلح والنخلة الثالثة تنتج حبوب اللقاح، وشجرة مانجو وثلاث شجرات ليمون
يذكر أن للجامع مسمى ثالث، يحث أطلق عليه مسجد الرديني نسبة إلى الشيخ الرديني وهو الحسن بن على بن مرزوق بن عبد الله الرديني الفقيه المحدث الذي كان يأوي وظل يدرس به حتى مماته عام540 هـ .
كما تضم القلعة العديد من المتاحف وهي :
متحف الشرطة
[أدهم الشرقاوي]
أدهم الشرقاوي
يضم هذا المكان من الأبطال أدهم الشرقاوي وضباط معركة الإسماعيلية ومن المجرمين خط الصعيد وسفاح الإسكندرية ورايا وسكينة بجانب أغرب البصمات التي تم تسجيلها في أقسام الشرطة ومجموعة كبيرة من المقتنيات الخاصة بالبوليس يجمعها متحف الشرطة .
افتتح متحف الشرطة في 25 يناير سنة 1986 بحضور الرئيس المصري محمد حسنى مبارك بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة.
يضم المتحف صور لـ 53 وزير داخلية مصر منذ عام 1878م وحتى عام 1984م، بالإضافة إلى صورة شخصية لمحمد على باشا وتماثيل ترتدي الزي العسكري في عصورة مختلفة وأسلحة ودروع وخوذات وحراب، بالإضافة إلى مجموعة من أوسمة الشرطة.
[خط الصعيد بعد قتله وأحد معاونيه]
خط الصعيد بعد قتله وأحد معاونيه
كما قامت إدارة الداخلية بإعداد موجز عن دور مباحث الآثار وتشريعات حماية التراث الأثرى وكذلك نبذة مختصرة عن أدهم الشرقاوى ونشاطه بالمنطقة.
كذلك زود المتحف بصورة لخط الصعيد بعد القبض عليه من جانب الشرطة وقتله، و ومجسد من الجص لوجه سفاح الإسكندرية ويده وقدمه وصور فوتوغرافية له، وصور لأغرب بصمات تم تسجيلها في مراكز الشرطة، أما أهم ما يجذب زوار متحف الشرطة صورتان لريا وسكينة وهما أول من يطبق عليهم حكم الإعدام من النساء في مصر لخطفهن عدد كبير من السيدات وقتلهن.
[البصمات الغريبة]
البصمات الغريبة
كما يعرض المتحف مجسد لمعركة الإسماعيلية وصور فوتوغرافية لأبطالها، ومن بينهم الممثل الراحل صلاح ذو الفقار.
ويضم أيضا المتحف بعض العملات المزورة والآلات المستخدمة فى التزوير، بجانب عرض تطور الشرطة من العصر الفرعونى وحتى العصر الحديث.
المتحف الحربي
متحف المركبات
[عربة الخديوي إسماعيل وأوجيني]
عربة الخديوي إسماعيل وأوجيني
يضم متحف المركبات المكون من قاعة واحدة ثماني عربات شاركت في مناسبات رسمية في مصر إبان حكم أسرة محمد علي.
تم افتتاح المتحف عام 1983، ويتوسطه أهم عربة كانت قد إستقلتها إمبراطورة فرنسا أوجيني بجوار الخديوي إسماعيل، في حفل افتتاح قناة السويس في 17 نوفمبر 1869.
توجد العربة في منتصف المتحف، ويجرها خمس خيول فوقهم ثلاث فرسان، ويرجع عدم وجود فرسان على اثنين من الخيل إلى رغبة الخديوي الخديوي إسماعيل لرؤية الطريق دون عائق، وضمن الركب يوجد رجلين خلف العربة للقيام على خدمة الخديوي والإمبراطورة بفتح الباب وإغلاقه، بالإضافة إلى رجل يجري حافيا بجانب الركب يطلق عليه "القمشجي".
كما يضم المتحف عربتان لنقل المحمل النبوي الشريف، الذي كان يصنع في مصر وينقل لأرض الحجاز قبل موسم الحج، ومركبتان خاصتان بالملك فاروق كان يستخدمهما في نزهاته ورحلاته الخاصة به، وعربة أخرى خاصة بالملكة نازلي زوجة فؤاد الأول ووالدة الملك فاروق وعربتان خاصة برجال الدولة في ذلك الوقت.
متحف الحديقة الأثري
[جزء من الحديقة]
جزء من الحديقة
حديثا .. تم إنشاء متحف حديقة أثرية مفتوح يضم مجموعة من الآثار الإسلامية من أعمدة وتيجان وكلج وأزيار من عصور أيوبية ومملوكية وعثمانية ومحمد على باشا وأبواب ولوحات تذكارية تاريخية.
وتم جلب هذه المجموعة من مخازن المجلس الأعلى للآثار من السلطان حسن وجامع برقوق والفسطاط ومخازن متحف الفن الإسلامي، وقد تم ترميم المئات من هذه الآثار التذكارية.
وقد تم التعامل مع الساحة الواقعة بين الأسوار أثريا ومعماريا وفراغيا بما يتلاءم وطبيعة هذا الموقع الأثرى العظيم.
[سلسبيل]
سلسبيل
وقد سبقت هذه المعالجات المعمارية أعمال حفر أثرى كامل بمنطقة المحكى، التي تأتي في نهاية الحديقة وهي عبارة عن مباني صخرية كان يجتمعون بها لتبادل الأحاديث، أسفرت عن العثور على بعض الشواهد الأثرية الهامة مثل حوض من الآجر كان ملحقا بأحد الأبنية العثمانية التى كانت قائمة فى هذا الموقع.
كما يوجد إلى ستة أفران عثمانية مستديرة من الآجر أيضا كانت تستخدم فى إصلاح الأسلحة البيضاء، وبقايا مصلى من الحجر (بها محراب يجاوره باب) ترجع إلى العصر العثمانى.
ومؤخرا تم إضافة سلسبيل من رخام على شكل زهور من مصر في العصر العثماني إلى الحديقة الآثرية، يوجد في أعلاه الصنبور، الذي يتدفق منه الماء يسقط في أشكال الزهور تلك للوصول إلى الحوض في أسفل السلسبيل بشكل متدرج جميل.
القصر الأبلق
[القصر الأبلق]
القصر الأبلق
عندما تقع عيناك لأول وهله على هذا القصر تنسج عنه في خيالك القصص والحكايات، وتداهمك فكرة أنه قصر سري تم بناءه تحت الأرض كنوع من التمويه،وخاصة في وجود تلك الشجرة العجوز أعلاه والتي نفضت عنها أوراقها منذ سنين ، وبالرغم من ذلك تظل قائمة وترفض الاستسلام والوقوع.
ولكنك ما تلبث أن تكتشف حقيقة الأمر، وأن هذا الجدران والحجرات بقايا لقصر يطلق عليه "القصر الأبلق" يوجد أسفل مستوى الأرض، نتيجة عمليات الردم القديمة عليه والبناء بمستوى أعلى منه، مما جعله يختفي تحت الأرض، وتم الكشف عن بقاياه أثناء عمليات الحفر، التي أجريت بمناسبة اقامة متحف الشرطة.
وقد وردت اشارات عديدة عن هذا القصر بالمراجع التاريخية، وكان السلطان المملوكي صلاح الدين خليل بدأ ببناءه عام 1290م واستكمله السلطان الناصر محمد بن قلاوون عام 1293 – 1309.
ويضم القصر ايوانان رئيسيان يعكسان الضخامة والشموخ وطابع الثراء في العصر المملوكة، حيث تم تكسية الجدران بالرخام والفسيفساء من الزخارف الإسلامية.
بئر يوسف
[بئر يوسف]
بئر يوسف
نسبته الأساطير الشعبية إلى نبي الله يوسف عليه السلام، كما أطلق عليه أيضا بئر الحلزون ، بينما نسبها المؤرخون إلى بهاء الدين قراقوش الذى حفرها بأمر من الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب لتوفير المياه اللازمة للشرب.
يبلغ عمق البئر، الخاضع للترميم حاليا، تسعين مترا منها حوالى 85 مترا محفورة فى الصخر، وتتكون من طابقين أو بئرين متساويين فى العمق تقريبا وتبلغ مساحة مقطع البئر العلوية خمسة أمتار بينما يبلغ مقطع البئر السفلية 3 , 2 متر مربع ، وكان البقر ينزل إلي البئر لتدوير ساقية تقع أعلى البئرين.
وأرخ المقريزى لهذه البئر قائلا :" هذه البئر من العجائب استنبطها قراقوش .... وهذه البئر من عجائب الأبنية تدور البقر من أعلاها فتنقل الماء من نقالة فى وسطها وتدور أبقار فى وسطها تنقل الماء من أسفلها ولها طريق إلى الماء ينزل البقر إلى معينها فى مجاز وجميع ذلك حجر منحوت ليس فيه بناء ، وقيل أن أرضها مسامتة أرض بركة الفيل وماؤها عذب سمعت من يحكي من المشايخ أنها لما نقرت جاء ماؤها حلو فأراد قراقوش أو نوابه الزيادة فى مائها فوسع نقر الجبل فخرجت منه عين مالحة غيرت حلاوتها .... " .