القرن التاسع عشر للميلاد (1214 - 1316ه-.)
شهد القرن التاسع عشر تغيرا كبيرا في خريطة العالم السياسية. ففيه ولدت دول جديدة, نتيجة لحركات التحرر الوطني, وتوطدت دول قديمة وبسطت سلطانها على الأقاليم المجاورة لها, وفيه وسعت الدول الأوروبية مستعمراتها في ما وراء البحار, وبلغت الحركة القومية أشدها, بوصفها قوة سياسية, وكان من نتائج ذلك سباق محموم من أجل التسلح وصراعات دامية أزهقت فيها أرواح كثيرة وأنفقت أموال طائلة. وفي هذا القرن خضعت فرنسا لسلطان الأمبراطور نابوليون بونابرت (1804 - 1814). وشهدت أوروبا مؤتمر فيينا (1814 - 1815). وعاشت بريطانيا في ظل الملكة فيكتوريا (1837 - 1901), وتحققت الوحدتان الإيطالية (عام 1861) والألمانية (عام 1871), ونزعت أقطار شبه جزيرة البلقان الى التحرر من السيطرة العثمانية, وعرفت البلاد العربية يقظة فكرية وقومية مباركة, وبدأت الصين واليابان في الخروج من عزلتهما عن العالم الخارجي, واتسعت رقعة الولايات المتحدة الأميركية وأصبح عدد سكانها 76 مليونا وكان عند مستهل القرن خمسة ملايين ليس غير. وفي القرن التاسع عشر نمت الثورة الصناعية, وهي ثمرة من ثمرات القرن السابق, وغزت بلدانا كثيرة, وخطا العلم خطوات واسعة إلى الأمام, فلمعت أسماء فاراداي, ورونتجن, وماري وبيير كوري, ولويس باستور, وروبرت كوخ, وجوزيف ليستر, وتشارلز داروين, وغريغور مندل, وغيرهم. وعرفت الآداب والفنون, أيضا, نهضة عز نظيرها في القرون السوابق. فقد تعددت المدارس الأدبية والمذاهب الفنية على نحو يؤذن بالحيوية والانطلاق, فاشتد ساعد الحركة الرومانتيكية, وظهرت حركة الفن للفن, والمدرسة الواقعية, والمدرسة الطبعانية, والمدرسة الإنطباعية المتأخرة, والمدرسة البرناسية, والمدرسة الرمزية وغيرها. ولمعت في سماء الأدب كوكبة لم يجتمع مثلها قط في قرن واحد من قبل. ومن نجوم هذه الكوكبة غوته, وووردزوورث, وشيلي, وكيتس, وبايرون, وتولستوي, وإبسن, وبودلير, وراسكن, وديكنز, وأوسكار وايلد, وبلزاك, وفلوبير, وتنيسون, ومالرميه, وأدغار ألن بو, ومارك توين, وتشيكوف, وغوغول, ودوستويفسكي, وتورغنيف, وفيكتور هوغو, والأخوات برونتي. كما لمع في سماء الموسيقى بيتهوفن, وشوبرت, وشتراوس, وفاغنر, وشوبان, وبرامز, وفيردي, وتشايكوفسكي. وفي سماء الفن سيزان, وغوغان, وفان غوخ, وكلود مونيه, وغيرهم
شهد القرن التاسع عشر تغيرا كبيرا في خريطة العالم السياسية. ففيه ولدت دول جديدة, نتيجة لحركات التحرر الوطني, وتوطدت دول قديمة وبسطت سلطانها على الأقاليم المجاورة لها, وفيه وسعت الدول الأوروبية مستعمراتها في ما وراء البحار, وبلغت الحركة القومية أشدها, بوصفها قوة سياسية, وكان من نتائج ذلك سباق محموم من أجل التسلح وصراعات دامية أزهقت فيها أرواح كثيرة وأنفقت أموال طائلة. وفي هذا القرن خضعت فرنسا لسلطان الأمبراطور نابوليون بونابرت (1804 - 1814). وشهدت أوروبا مؤتمر فيينا (1814 - 1815). وعاشت بريطانيا في ظل الملكة فيكتوريا (1837 - 1901), وتحققت الوحدتان الإيطالية (عام 1861) والألمانية (عام 1871), ونزعت أقطار شبه جزيرة البلقان الى التحرر من السيطرة العثمانية, وعرفت البلاد العربية يقظة فكرية وقومية مباركة, وبدأت الصين واليابان في الخروج من عزلتهما عن العالم الخارجي, واتسعت رقعة الولايات المتحدة الأميركية وأصبح عدد سكانها 76 مليونا وكان عند مستهل القرن خمسة ملايين ليس غير. وفي القرن التاسع عشر نمت الثورة الصناعية, وهي ثمرة من ثمرات القرن السابق, وغزت بلدانا كثيرة, وخطا العلم خطوات واسعة إلى الأمام, فلمعت أسماء فاراداي, ورونتجن, وماري وبيير كوري, ولويس باستور, وروبرت كوخ, وجوزيف ليستر, وتشارلز داروين, وغريغور مندل, وغيرهم. وعرفت الآداب والفنون, أيضا, نهضة عز نظيرها في القرون السوابق. فقد تعددت المدارس الأدبية والمذاهب الفنية على نحو يؤذن بالحيوية والانطلاق, فاشتد ساعد الحركة الرومانتيكية, وظهرت حركة الفن للفن, والمدرسة الواقعية, والمدرسة الطبعانية, والمدرسة الإنطباعية المتأخرة, والمدرسة البرناسية, والمدرسة الرمزية وغيرها. ولمعت في سماء الأدب كوكبة لم يجتمع مثلها قط في قرن واحد من قبل. ومن نجوم هذه الكوكبة غوته, وووردزوورث, وشيلي, وكيتس, وبايرون, وتولستوي, وإبسن, وبودلير, وراسكن, وديكنز, وأوسكار وايلد, وبلزاك, وفلوبير, وتنيسون, ومالرميه, وأدغار ألن بو, ومارك توين, وتشيكوف, وغوغول, ودوستويفسكي, وتورغنيف, وفيكتور هوغو, والأخوات برونتي. كما لمع في سماء الموسيقى بيتهوفن, وشوبرت, وشتراوس, وفاغنر, وشوبان, وبرامز, وفيردي, وتشايكوفسكي. وفي سماء الفن سيزان, وغوغان, وفان غوخ, وكلود مونيه, وغيرهم