القرن الأول للميلاد
ليس من شك في أن أبرز أحداث هذا القرن انبثاق فجر النصرانية وبدء انتشارها - برغم اضطهاد السلطة الرومانية لها - في أرجاء مختلفة من العالم. وأيا ما كان, فقد شهد القرن الأول أيضا تعاظم قوة الأمبراطورية الرومانية إذ شملت أراضيها جانبا كبيرا من أوروبا الغربية والبلدان المحيطة بحوض البحر الأبيض المتوسط وجانبا كبيرا من الشرق الأوسط. وبكلمة موجزة, فقد بسط الرومان سيادتهم على رقعة من الأرض عريضة لم تعرف بعد توسعا يذكر طوال الفترة الباقية من عهدهم. وعلى التخوم الشرقية لهذه الأمبراطورية تعاظم أيضا شأن أمبراطورية البارثيين في فارس (إيران) والمناطق المجاورة لها. والواقع أن هذه الأمبراطورية بلغت من القوة شأوا مكنها من وقف تقدم الرومان في اتجاه الشرق, ومكن الشرق الأوسط من أن ينعم باستقرار لم يعرف له من قبل مثيلا. ليس هذا فحسب, بل لقد شهد هذا القرن تغيرات متواصلة طرأت على مسرح آسيا الجنوبية, ففيه واصلت شعوب آسيا الوسطى الاندفاع جنوبا وتأسيس دول بسطت رقعتها على أجزاء متفاوتة من الأصقاع الشمالية الغربية من الهند, وفيه ترامت أطراف الأمبراطورية الصينية واتسعت رقعتها على نحو فاق كل ما بلغته من امتداد قبل هذا القرن. وتجاوز في الوقت نفسه أقصى اتساع عرفته في تاريخها اللاحق أيضا, إلا في حالات قليلة نادرة
ليس من شك في أن أبرز أحداث هذا القرن انبثاق فجر النصرانية وبدء انتشارها - برغم اضطهاد السلطة الرومانية لها - في أرجاء مختلفة من العالم. وأيا ما كان, فقد شهد القرن الأول أيضا تعاظم قوة الأمبراطورية الرومانية إذ شملت أراضيها جانبا كبيرا من أوروبا الغربية والبلدان المحيطة بحوض البحر الأبيض المتوسط وجانبا كبيرا من الشرق الأوسط. وبكلمة موجزة, فقد بسط الرومان سيادتهم على رقعة من الأرض عريضة لم تعرف بعد توسعا يذكر طوال الفترة الباقية من عهدهم. وعلى التخوم الشرقية لهذه الأمبراطورية تعاظم أيضا شأن أمبراطورية البارثيين في فارس (إيران) والمناطق المجاورة لها. والواقع أن هذه الأمبراطورية بلغت من القوة شأوا مكنها من وقف تقدم الرومان في اتجاه الشرق, ومكن الشرق الأوسط من أن ينعم باستقرار لم يعرف له من قبل مثيلا. ليس هذا فحسب, بل لقد شهد هذا القرن تغيرات متواصلة طرأت على مسرح آسيا الجنوبية, ففيه واصلت شعوب آسيا الوسطى الاندفاع جنوبا وتأسيس دول بسطت رقعتها على أجزاء متفاوتة من الأصقاع الشمالية الغربية من الهند, وفيه ترامت أطراف الأمبراطورية الصينية واتسعت رقعتها على نحو فاق كل ما بلغته من امتداد قبل هذا القرن. وتجاوز في الوقت نفسه أقصى اتساع عرفته في تاريخها اللاحق أيضا, إلا في حالات قليلة نادرة
